بنما تنفي إعفاء السفن الأمريكية من رسوم عبور قناتها

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، الأربعاء، أن السفن الحكومية الأمريكية ستعبر قناة بنما دون دفع رسوم، بعد ضغوط مارسها الرئيس دونالد ترامب، مشيرة في منشور على منصة "إكس"، إلى أن القرار سيوفر على الحكومة الأمريكية ملايين الدولارات سنوياً.

ومن جانبها، نفت هيئة قناة بنما، التي تدير الممر المائي الحيوي، صحة هذا الإعلان، مؤكدة أنها لم تتوصل إلى أي اتفاق بهذا الشأن مع الولايات المتحدة، وفقا لوكالة “فرانس برس”.

وأعلنت الهيئة، التي تتمتع بسلطة تحديد رسوم العبور، أنها لم تجرِ أي تعديلات على الرسوم أو الحقوق الأخرى المتعلقة باستخدام القناة، لكنها أبدت استعدادها لإجراء حوار مع السلطات الأمريكية.

تباين في المواقف 

ألمح وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، خلال محادثاته مع المسؤولين في بنما، إلى تقديم الحكومة البنمية تنازلات بشأن رسوم العبور، واعتبر أن من غير المنصف أن تدفع الولايات المتحدة رسوم استخدام القناة بينما تضطلع بدور رئيسي في حمايتها.

وتشكل السفن الحكومية الأمريكية نسبة صغيرة من إجمالي حركة الملاحة في القناة، ومعظمها تابعة للبحرية الأمريكية، ولا تستطيع حاملات الطائرات المرور عبر القناة بسبب حجمها الكبير، مما يجبرها على اتخاذ طريق أطول عبر مضيق ماجلان حول أمريكا الجنوبية.

واستعدت الولايات المتحدة وبنما لعقد محادثات جديدة، يوم الجمعة، لمناقشة مستقبل القناة، وسط تصاعد التوترات، وأثار ترامب الجدل منذ فوزه في الانتخابات، حيث لم يستبعد استخدام القوة للسيطرة على القناة، التي تمر عبرها 40% من حركة الحاويات الأمريكية.

وأعرب ترامب وروبيو عن استيائهما من منح شركة صينية حق تشغيل موانئ على جانبي القناة، محذرين من احتمال قيام بكين بإغلاق الممر المائي أمام السفن الأمريكية في حال وقوع أزمة.

محاولات لمعالجة المخاوف الأمريكية 

نفت الحكومة البنمية بشدة وجود أي دور للصين في تشغيل القناة، لكنها أبدت استعدادها لمعالجة المخاوف الأمريكية.

وأعلن الرئيس البنمي، خوسيه راوول مولينو، بعد اجتماعه مع روبيو، أن بلاده لن تجدد عضويتها في مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، في خطوة تهدف إلى طمأنة واشنطن.

وأكد روبيو أن محادثاته مع مولينو كانت "محترمة"، معرباً عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى تفاهمات تخفف من المخاوف الأمريكية.

ترامب غير راضٍ رغم التنازلات البنمية 

أعرب ترامب عن عدم رضاه الكامل عن نتائج المحادثات، رغم إقراره بأن بنما وافقت على "أشياء معينة"، وخلال خطاب تنصيبه، أكد عزمه على "استعادة" قناة بنما، التي شيدتها الولايات المتحدة قبل أكثر من قرن، وسلمتها إلى بنما في عام 1999.

ورفع محاميان بنميان، يوم الاثنين، دعوى قضائية لإلغاء عقد الامتياز الممنوح لشركة مقرها هونغ كونغ، تتولى تشغيل مرفأين في قناة بنما.

وتشرف شركة "سي كاي هاتشيسن هولدينغز"، التي يملكها الملياردير لي كا-شينغ، على إدارة اثنين من المرافئ الخمسة في القناة، بموجب عقد امتياز مبرم منذ عام 1997.

وسط هذه التوترات، يبقى مستقبل القناة موضع نقاش سياسي واقتصادي، في ظل تصاعد الضغوط الأمريكية ومساعي بنما للحفاظ على سيادتها على هذا الممر المائي الاستراتيجي.